الفتاوى والردود العلمية

: القسم

15- التخريج

: عنوان الفتوى

حكم ودرجة حديث صيام يوم عرفة

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا بارك الله فيكم بعض العلماء يقولون: حديث صيام يوم عرفة ثابت وعمل به بعض العلماء فكيف تردون؟

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته امين وفيكم بارك الله ═══❁✿❁═══ ❌ اما حديث فضل صيام يوم عرفة فقد أثبتنا في فتاوى سابقة انه باطل سنداً ومتناً ═══❁✿❁═══ ⛔ واما قول بعض العلماء من المحدثين أن كثيراً من اهل العلم عملوا به أو تداوله العلماء قولاً وعملاً فهذا الكلام بحد ذاته أكبر دليل على ضعفه بل وعدم صحته مطلقا. ═══❁✿❁═══ 🟩 لأن الثابت في الأصول الشرعية أننا نتبع ما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام ثم ما عمله خيرة اصحابه من بعده ❌ ولا شأن لنا بما تداوله العلماء ولا بما عمله العلماء ✅🔛 فديننا يقول: 🔖 من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد ═══❁✿❁═══ ⬛ وصيام يوم عرفة لو ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام وعند اصحابه لما ترك العلماء قديماً وحديثاً الاستدلال بهذا القول وبهذا الفعل 🔚 لكنهم حين يقولون عليه العمل عند كثير من اهل العلم فهذه الجملة توحي بانه لا يثبت ولا يصح عند البقية وهم اهل العلم الثابت والراسخ. ⚠️🚫 وحين لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه تنازلوا الى قولهم هذا: وتداول العلماء وعمل به بعض العلماء وهكذا ... والله المستعان. ◾◾◾ ═══❁✿❁═══➡️⬅️═══❁✿❁═══ ◾◾◾ 🛑🛑🛑 ومع ذلك سنكرر نقل تخريج هذا الحديث واقوال بعض اهل العلم عن علل هذا الحديث وما يتعلق به من لوازم متعلقة بعلته واثبات بطلانه. 🔚🔚🔚🔚🔚 🚫 عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم: ❌ *سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ.* 🚫 أخرجه مسلم في صحيحه - ولكنه معلول لا يثبت ولا يصح. ═══❁✿❁═══ 🟪 فحديث أبي قتادة الحارث بن ربعي الذي أورده مسلم في صحيحه هو منقطع وقد ضعفه الامام البخاري يرحمه الله. ◀️ و[فيه] عبد الله بن معبد الزماني [ قال البخاري ] لا يعرف له سماع من أبي قتادة. ◀️ التاريخ الكبير 🔚 *(الجزء2 صفحة 68 + صفحة 198)* ═══❁✿❁═══ 🛑 فصيام يوم عرفة *(للحاج ولغير الحاج)* ليس سنة ولا مكروها بل هو مباح لا أكثر ✖️ ولا يصح فيه حديث. ═══❁✿❁═══ ✖️ وهو معارض بأحاديث وآثار وأخبار عن الصحابة رضوان الله عليهم تؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم ما صامه في حياته كلها، ولا صامه أبو بكر بعده، ولا عمر مدة خلافته، ولا عثمان، رضوان الله عليهم أجمعين. ═══❁✿❁═══ ✅ قال ابن عمر رضي الله عنهما بعدما قال هذا: وأنا لا أصومه. ═══❁✿❁═══ 📕 وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 🔖 *(يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)* 📝 أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه بسند جيد. ═══❁✿❁═══ 🔲 وهذا دليل على أن يوم عرفة لا يستحب صيامه لا للحاج ولا لغيره. ═══❁✿❁═══ 🛑 وليس من السنة الصيام فيها - ومن احب ان يصوم تطوعاً لا سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فله ذلك . ═══❁✿❁═══ ⛔ ولا يصح حديث قط في تكفير ذنوب لاحقة (مستقبلية) في حق غير النبي صلى الله عليه وسلم ، او لأهل بدر. ═══❁✿❁═══ 🟦 فصيام شهر رمضان *الفريضة* وهو صوم ثلاثين يوماً او تسعاً وعشرين 🔚 *وقيام ليله* 🔚 *وقيام ليلة القدر التي هي خير من الف شهر* ⛔ لا يكفر الذنوب المستقبلية ابداً ◀️ كل ما ذكرناه من صيام وقيام وليلة القدر تحديداً لا تكفر 🔛 الا ذنوباً سابقة *(ما تقدم من ذنبه)* ‼️‼️ ⚠️ فكيف لصيام يوم نافلة وهو يوم *عرفة* ان يكفر ذنوب سنة قادمة؟؟؟⁉️ ═══❁✿❁═══ ❌🟪 فهل يكون صيام يوم نافلة خير من صيام شهر كامل فريضة؟ ═══❁✿❁═══ 🛑 هذا مخالف لقواعد الشريعة ولا يثبت هذا الفضل ابداً، فضلاً عن انه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه رضوان الله عليهم. ═══❁✿❁═══ 🟫 فهذا اليوم (يوم عرفة). ◀️ لم يصمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون من بعده أبو بكر وعمر وعثمان وكذلك ابن عمر وابن مسعود وعمار بن ياسر وغيرهم من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يكونوا يصومونه، سواء كانوا حجاحا أم لا. 🛑 ولم يفرقوا بين ايام الحج وغيرها. ═══❁✿❁═══ 🔖 *سُئِلَ ابنُ عُمرَ عن صومِ عرفةَ بعرفةَ ؟ فقالَ : حَجَجتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلم يَصُمهُ، ومعَ أبي بَكْرٍ فلم يَصُمهُ، ومعَ عمرَ فلم يَصُمهُ، ومعَ عُثمانَ فلم يَصُمهُ، وأَنا لا أصومُهُ، ولا آمُرُ بِهِ، ولا أَنهى عنهُ* 📝 اخرجه الترمذي ═══❁✿❁═══ ☑️ صام يوم عرفة قلة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صيام تطوع كأي يوم اخر - ولا يجوز افراد يوم الجمعة بصيام نفل. ═══❁✿❁═══ ✖️ ولم يثبت في حديث صحيح صريح واحد أن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عرفة قط. ❌ لا في السنة التي حج فيها، ولا في السنوات التي قبلها. ═══❁✿❁═══ 🟨 وفي تهذيب الآثار لابن جرير الطبري 📕 حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ سَعِيدٍ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنِ الصَّوْمِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: زَعَمُوا أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَطُوفُ بِمِنًى عَلَى بَعِيرٍ , وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، يَتَّبِعُ الْمَنَازِلَ يَقُولُ: 🔖 *«§لَا يَصُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّهُنَّ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ»* 📝 *(الجزء 3 الصفحة 270)* 📝 أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه بسند جيد. ═══❁✿❁═══ ✅ ثم شرح ابن جرير رحمه الله عن عظيم فضل يوم عرفة *ولم يذكر* أنه يكفر سنتين، فلو صح عنده ذلك لكان أولى بالذكر من كل شيء، لأن هذه الفضيلة لا تعرف في الإسلام لعمل قط، فلو صحت لكانت أولى بالذكر من كل فضيلة. ═══❁✿❁═══ ✅ وأما مباهاة الله عز وجل الملائكة يوم عرفة فهي 👈🏼 *خاصة بأهل الموقف من الحجاج فقط* ، وليست عامة لكل مسلم في سائر البلاد. ═══❁✿❁═══ ❌ وأما مطالبة المسلمين من غير الحجاج بالبقاء في المسجد بعد الظهر إلى المغرب يوم عرفة ، وكذا تخصيص النساء مكانا في بيوتهن للدعاء والذكر، وهو ما يسمى قديما (التعريف) فليس من عمل السلف والصدر الأول وهو من البدع والمحدثات ولا يجوز فعله. لأنه تخصيص وقت معين بعبادة لم يرد الشرع بتخصيصها فيه. ═══❁✿❁═══ ❌ وهو بدعة لأنه تخصيص وقت بعبادة لم يرد الشرع بتخصيصها فيه. ═══❁✿❁═══ ⬛ وأما الذكر يوم عرفة فالمشروع التنويع فيه، وعدم الاقتصار على التكبير، بل يجمع بين الذكر بأنواعه. ═══❁✿❁═══ 🛑 واما الحديث هذا: ✖️ *خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيونَ مِن قبلي لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ* ❌ *فهو ضعيف لا يثبت* ═══❁✿❁═══ ➖ ثم إن هذا *ليس دعاءً* بل هو من الذكر، فلا يفوت المسلم على نفسه الدعاء ويذكر الله على كل حال. ═══❁✿❁═══ ⚠️ *واخيراً:* ⚠️ لا نقول إلا ان العلماء نقلوا أو فهموا بعض الأحاديث بطريقة غير صحيحة ثم درج عليها الناس وبقي مستمراً الى يومنا هذا - والواجب اتباع الحق وترك مالم يصح او يثبت. ═══❁✿❁═══ 🟦 ومن واجبنا تصحيح المفاهيم للمسلمين ولا يجوز ان نبقى مقلدين دون فهم للنصوص ومطابقتها مع قواعد الشريعة. ◾◾◾ ═══❁✿❁═══➡️⬅️═══❁✿❁═══ ◾◾◾ ⚠️⚠️ وأليكم القول الفصل في صيام يوم عرفة وماله من فضل ⚠️⚠️ ═══❁✿❁═══ 🔲 أكد اهل العلم على عدم ثبوت فضيلة صيام يوم عرفة وذلك من عدة اوجه وبعدة نقاط هامة ومما ذكره أهل العلم قولهم: ═══❁✿❁═══ 🟦 صيام يوم عرفة مشروع كسائر صوم النفل، ولا يوصف بأنه سنة، فضلاً عن أن يكون سنة مؤكدة. ═══❁✿❁═══ ⬛ كما لا ينبغي وصفه بأنه بدعة أو غير مشروع. وقد روى النسائي بسند جيد عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: "وأنا لا أصومه، ولا آمرك ولا أنهاك، غير إن شئت فصم، وإن شئت فلا تصم". ═══❁✿❁═══ 🟪 ولم يصح في حديث قط أن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عرفة ولا مرة في حياته، إلى أن لقي الله تعالى، لا في حجته، ولا قبلها. ═══❁✿❁═══ 🟫 وهذا أبو بكر وعمر وعثمان لم يصح عن واحد منهم أنه صام يوم عرفة مطلقاً، لا في حج ولا في غيره. ═══❁✿❁═══ 🟨 والقائلون باستحباب صوم يوم عرفة لا يفرقون بين الحج وغيره، إنما يصومونه لمطلق فضله. ═══❁✿❁═══ 🟩 فقد كانت عائشة رضي الله عنها، والحسن البصري، وعثمان بن أبي العاص، وعروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، يصومون يوم عرفة بعرفة وغيره. ═══❁✿❁═══ ◀️ ولذلك قال الترمذي: "وقد صام بعض أهل العلم يوم عرفة بعرفة". ═══❁✿❁═══ 🛑 وحديث أبي قتادة عند مسلم من حديث غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني البصري عن أبي قتادة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة، فقال: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" حديث ضعيف معلول بعلة خفية. 🔚🔚 وهي الإرسال، وهو نوع من الانقطاع. فأبو قتادة راويه ليس هو الصحابي الأنصاري الحارث بن ربعي المدني، إنما هو التابعي البصري أبو قتادة تميم بن نُذَير العدوي. ◀️◀️ وعليه فالحديث مرسل. والمرسل ضعيف. ═══❁✿❁═══ 🔲 والقرائن الدالة على أنه التابعي - وليس الصحابي - كثيرة جداً؛ منها: أن البخاري نفى سماع عبد الله بن معبد الزماني البصري من أبي قتادة الصحابي. ⬅️⬅️ وقد بقي الحديث دهراً يروى عن أبي قتادة من غير نسبة، حتى جاء شعبة واستوثق من شيخه: غيلان بن جرير أهو الأنصاري؟ فقال – على التوهم والظن – نعم. 🟰🟰 وجرى عليه الناس بعد شعبة، فصاروا ينسبونه اعتماداً على قول غيلان. ☑️☑️ والحق أنه ليس هو الأنصاري، كما سبق النقل عن البخاري الخبير بالرجال والعلل. 🔚✅ وقد تابع الزماني على روايته عن أبي قتادة: حرملة بن إياس البصري، فرواه عنه من غير نسبة. 🔚🔚 وقد قال ابن معين: "كلّ شيء يُروى عن ابن سيرين، وعن البصريين، عن أبي قتادة، فهو أبو قتادة العَدوي". ◀️⬅️ فهذه قرينة أخرى قوية تدل على أن أبا قتادة راويه هو: العدوي التابعي، وليس الصحابي. ❌‼️ والحديث غريب فرد ليس لأبي قتادة فيه متابع، فلم يروه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لا المكثرون، ولا المقلون، وقد كان الصحابة متوافرون في المدينة – التي هي بلد أبي قتادة الصحابي – ومكة والشام ومصر وغيرها، ولم يرو عن صحابي واحد هذا المعنى في ثواب صوم يوم عرفة. ⬛❌ وإنما خرج هذا الحديث من العراق، ولذلك قال هَمَّام: سُئِلَ عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ - وَأَنَا شَاهِدٌ - عَنْ الْفَضْلِ فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: جَاءَ هَذَا مِنْ قِبَلِكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ. 🔛 حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْخَلِيلِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَلِمَةً تُشْبِهُ عَدْلَ ذَلِكَ، قَالَ: «صَوْمُ عَرَفَةَ بِصَوْمِ سَنَتَيْنِ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ بِصَوْمِ سَنَةٍ». ‼️🟰 ومعلوم أن الحديث الذي يتفرد العراقيون بنقله دون أن يعرفه أحد غيرهم يكون محل شبهة ونظر. 🔛 ومن المتقرر شرعاً أن الفريضة لا تعدلها نافلة من جنسها، فضلاً عن أن تكون أعظم منها أجراً، وأكثر ثواباً. 🚫☑️ فصوم رمضان الذي فرضه الله مع طوله ومشقته لا يعدو ثوابه مغفرة سنة سابقة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهما ما اجتنبت الكبائر"، فكيف يكون ثواب صوم يوم واحد نفلاً مغفرة ذنوب سنتين، إحداهما لاحقة؟؟. ‼️‼️🟰 وإذا كان ثواب صوم عرفة بهذا العظم فكيف يفوت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل خيارهم، وهم أحرص الناس على كل خير. ‼️‼️‼️ فلا يصومه أبو بكر، ولا عمر مدة حياته، ولا عثمان الذي عمِّر فوق الثمانين، مع تكرار يوم عرفة كل سنة، وشهرته ومعرفة منزلته؟ 🛑‼️ قال سُلَيْمَان الْأَحْوَل: ذَكَرْتُ لِطَاوُسٍ صَوْمَ يَوْمِ عَرَفَةَ أَنَّهُ يَعْدِلُ صَوْمَ سَنَتَيْنِ، فَقَالَ: «أَيْنَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنْ ذَلِكَ؟». يعني أنهما لم يصوماه قط. 🛑‼️ وقال حُمَيْد الطَّوِيلُ: ذُكِرَ عِنْدَ الحَسَنِ: أَنَّ صِيَامَ عَرَفَةَ يَعْدِلُ صِيَامَ سَنَةٍ، فَقَالَ الحَسَنُ: «مَا أَعْلَمُ لِيَوْمٍ فَضْلًا عَلَى يَوْمٍ، وَلَا لِلَيْلَةٍ عَلَى لَيْلَةٍ إِلَّا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ..». 🛑‼️ وقد زاد عدد الصحابة المكثرين من الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم على الثلاثين، ثم لم يروِ واحد منهم هذا الحديث المشتمل على هذا الفضل الهائل العظيم. ‼️☑️ بل قد صح ما هو أشد من عدم الرواية، وهو النهي عن صوم يوم عرفة، من غير تقييد بحج أو غيره، ومن قيده بالحج فقد تكلف ما لا يؤيده. ‼️☑️ فقد صح أن عمر رضي الله عنه كان ينهى عن صيام يوم عرفة، كما روى النسائي وابن جرير بسند صحيح قوي عن عبيد بن عمير، أن عمر رضي الله عنه كان ينهى عن صوم يوم عرفة. ‼️☑️ ومثله ولده عبد الله، كما أخرج ابن جرير بسند جيد عن أبي السوار: أنه سأل ابن عمر عن صوم يوم عرفة، فنهاه. ‼️⚠️ ولما نقل ابن جرير الخلاف في كراهة صوم يوم عرفة من عدمه، دافع عن مشروعيته، ورد القول بالكراهة، ولم يحتج بحديث أبي قتادة، فلو كان صحيحاً لكان أعظم حجة في محل النزاع. ‼️⚠️ يقول ابن جرير: "وأما كراهة من كره صومه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين في غير عرفة، ولغير الحاج، فإن كراهته ذلك له لما قد تقدم بياننا قبلُ من إيثارهم الأفضل من نفل الأعمال على ما هو دونه. ‼️⚠️ ولعل من كره ذلك منهم إنما كرهه إذ كان الصوم يضعف المجتهد عن الاجتهاد في الدعاء، فآثر الفطر ليتقوى به على الدعاء،.. وبعدُ فإن كراهة الصوم ذلك اليوم لمن صامه، غير مجمع عليه، بل ذلك مختلف فيه. اهـ. ‼️‼️☑️ وقد كان أبو هريرة وابن عمر من أحرص الصحابة على النوافل وتحرّيها، ومع ذلك فلما حدث أبو هريرة رضي الله عنه بما أوصاه به النبي من النوافل قال: ""وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر"، فلو كان صوم عرفة بهذا الفضل لكان حرص أبي هريرة على فعله أعظم من حرصه على الأيام الثلاثة، ولكان ذكره في جملة ما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم. ═══❁✿❁═══ *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼