الفتاوى والردود العلمية

: القسم

القسم:

: عنوان الفتوى

: السؤال

السلام عليكم ورحمة ٱللَّٰه وبركاته حظكم الله شيخنا الكريم عَرَض علينا صديق والدي (يرحمه الله) أن يُحضِر لنا شخص يشتري منا حصتنا خارج المحكمة ونأخذ أموالنا ونعمل له وكالة خاصة بالعقار ونفهّمه حيثيات الموضوع كاملاً .. هل نكون قد دخلنا في المحظور بأن جعلنا شخص آخر غيرنا يدخل المحكمة ، هل يقع علينا في ذلك إثم؟ ، علماً أن المُشتري أصلاً يتحاكم الى المحكمة ، فكأننا بِعنا لكافر وانتهى الأمر دون الدخول للمحكمة ، وهو يتصرف ويتخذ قراره في أن يصفي الموضوع مع الشريك الغاصب بطريقته أو أن يحضر في المحكمة ، فهذا قراره .. أو هل يمكننا الاستعانة بأحد وُجهاء المجتمع يعرفه بحيث يتوسط لنا مع الظالم ونذهب معه لنطالب بحقنا مقابل أن يلغي مسار المحكمة وبدل أن نأخذ 20% من قيمة حصتنا قد ننجح في أن نأخذ ما يقارب نصف القيمة الحقيقية للحصة .. فهل هذا جائز لنا ؟ أم أن هذا يعتبر خيانة للأمانة وتخاذل عن المسار الذي سلكه والدنا في التصدي للغاصب الظالم (لأننا نكون سلمنا مالنا للظالم تسليم يد وبقيمة أقل ولم ندافع عنه كما أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) لأن القيمة التي سنطلبها ليست قيمة حصتنا الحقيقية ، ولكن بما أننا لا يمكننا ان ندخل للمحكمة فنبيعه خارج المحكمة بسعر أعلى قليلاً من ال20% ؟ علماً أننا لسنا ضامنين أصلا ان يقبل الشخص الوجيه بأن يساعدنا .. بانتظار ردكم الكريم بارك ٱللَّٰه فيكم ونفع بكم

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته امين واياكم حفظكم الله ........... 🟢 نؤكد على ما ذكرناه لكم في فتوى سابقة بأن التحاكم الى المحاكم الطاغوتية ردة وكفر أكبر مخرج من الاسلام ولا يجوز بحال لمسلم أن يتحاكم اليها (إلا مُكرهاً) والاضطرار غير الإكراه. ⁉️ وهل يتحاكم الى المحكمة (أياً كانت) الا المضطر؟؟؟!!! ◀️ فعلى أن يضيع مال المسلم وعرضه ودنياه كلها خير له بمالا يقاس من أن يضيع دينه بل جزء من عقيدته وتوحيده لله سبحانه. 🔳 فالدنيا دار عمل والاخرة دار الجزاء ⛔ فلا تقبلوا بأقل من الحفاظ على دينكم وإسلامكم. ▪️▪️▪️ ⚫ والآن نأتي على سؤالكم الحالي: ........ ▪️ إن قبلتم بيع حصتكم لأيٍ كان فهذا شأنكم. ▪️ ولا علاقة لكم به حضر المحكمة أم لم يحضر. ➖ طالما أنه بيع قطعي وليست حيلةً للتملص من خوض المحمة شخصياً فبهذا العمل أنتم شركاء ولا فرق بينكم وبين من ينوب عنكم. ✔️ إلا أن بعتموه بيعاً قطعياً لا رجعة فيه ولا محاباة ولا لأي غرض سوى غرض عدم الوقوع في الناقض. ✖️ وأي استعانة بمن ينوب عنكم في المحكمة فأنتم شركاء معه في ناقضه لأنه برضاكم وبطلبكم ولمصلحتكم ... ☑️ اما الاستعانة بمن يتوسط لكم عند الظالم دون تحاكم لكن بشرط ان تحصلوا على حقكم كاملاً أو قريباً منه فهذا هو المطلوب والأصل. 🔴 اما ان تقبلوا بنصف حقكم فأنتم مفرّطون (بقدر تقاعسكم) بلا شك إلا إن كنتم بحاجة ماسة للمال ومضطرون فلكم أن تحصلوا على ما استطعتم اليه سبيلاً وتُرجئون بقية حقكم ليوم الحساب. 🟢 وهذه ليست خيانة ولا تفريطاً منكم (في حال عجزكم) لكونكم عاجزون عن استرداد كامل حقكم. 📗 قال سبحانه: 🔖 *فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ* 📝 التغابن 16 ▪️▪️▪️ 📗 وقال ايضاً: 🔖 *لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا* 📝 البقرة 286 ▪️▪️▪️ 📕 ولقوله عليه الصلاة والسلام: 🔖 *وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ.* 📝 متفق عليه. ▪️▪️ *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼