الفتاوى والردود العلمية

: القسم

31- الجهاد والقتال

: عنوان الفتوى

حكم معاملة الأسير في الحرب بين الموحدين والكفار

: السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل السؤال ماحكم الاسير المرتد اوالكافر وهل يجب مدواة الاسير للجريح او اطعامه اوالمبادلة به او تقبل الفدية منه مقابل إطلاق سراحه وماهو شرح ماكان لنبي من أسرى حتى يثخن في الأرض

: الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 🔷 أما أسرى الحرب بين (المسلمين الموحدين) والكفار فالحكم فيهم بحسب المصلحة الراجحة التي يراها ولي أمر المسلمين أو نائبه أو القاضي الشرعي . 📗 وهي بحسب قوله سبحانه فيهم: 🔖 *فَإِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّوا۟ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَاۤءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَا* 📝 محمد 4 1️⃣- القتل للمجرم القاتل والمفسد في الأرض. 2️⃣- إطلاق سراح من يرونه صالحاً للتوبة من غير مقابل. 3️⃣- طلب فدية ممن يرونه غنياً وقادراً على مبادلة نفسه بالمال لتعزيز قوة المسلمين. ⚠️ -ولكن هذا كله بعد انتهاء الحرب وليس قبل ذلك حتى لا يعود احد من هؤلاء لحرب المسلمين. ▪️▪️▪️ 🟢 وفي شأن أسرى غزوة بدر الكبرى استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ما يفعل بهم، هل يقتلهم أم يأخذ منهم الفداء؟ 📗 عملاً بقوله تعالى: 🔖 *وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ* 📝 آل عمران 159 ➖➖➖ 📕 فاقد روى مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 🔖 *قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: ما تَرَوْنَ في هَؤُلَاءِ الأُسَارَى؟ فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: يا نَبِيَّ اللهِ، هُمْ بَنُو العَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ منهمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً علَى الكُفَّارِ؛ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلإِسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ما تَرَى يا ابْنَ الخَطَّابِ؟ قُلتُ: لا، وَاللَّهِ يا رَسولَ اللهِ ما أَرَى الَّذي رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِن عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي مِن فُلَانٍ -نَسِيبًا لِعُمَرَ- فأضْرِبَ عُنُقَهُ؛ فإنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا، فَهَوِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما قالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ ما قُلتُ* 📍 فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ولم يأخذ برأي عمر 📗 فعاتبه الله على ذلك بقوله: 🔖 *مَا كَانَ لِنَبِیٍّ أَن یَكُونَ لَهُۥۤ أَسۡرَىٰ حَتَّىٰ یُثۡخِنَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ تُرِیدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡیَا وَٱللَّهُ یُرِیدُ ٱلۡـَٔاخِرَةَۗ وَٱللَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ* 📝 الانفال 67 ▪️▪️ 🔘 لكن هذا كان في بداية الإسلام وبداية الحروب حيث كان المطلوب هو الإكثار والإثخان في قتل الكفار والمشركين ليدب الرعب في قلوبهم ، لكن هذا لم يستمر حتى نزل التخيير بين القتل او المن او الفداء . ▪️▪️▪️ 🔴 فهذا كان في بداية التنزيل والتشريع بل في اول معركة كبرى بين الموحدين وأهل الكفر حتى يكون القتل فيهم رادعاً لهم ومرعباً لمن يتبقى منهم ليعتبر ويرجع عن محاربة دين الله والمسلمين. ▪️▪️▪️ 🔵 والأصل في معاملة الأسير الكافر فهو أنه لا يقتل، إلا إذا رأى ولي الأمر قتله بخصوصه، أو جماعة بخصوصهم، فإنه يصار إلى القتل، ويكون بأحسن الطرق المؤدية إلى إزهاق الروح بأسرع وقت. لأن الغرض هو إزهاق روحه، وليس تعذيبه. ▪️▪️▪️🔹▪️▪️▪️ 🛑 وفي هذا الصدد هناك بعض الأحاديث الباطلة والتي لا تصح ولا تصلح للاستدلال بها في هذه المسألة ومنها: ⭕ حديث: ❌ ((تصدقوا على أهل الأديان)). 🚫 فهذا لا يصح 💠 ومع أن الصدقة غير الواجبة جائزة على غير المسلم من المحتاجين كالأسير والذمي لكن الحديث لا يصلح دليلا لهذا الحكم. وإنما له أدلة أخرى. ➖➖➖ ⭕ وحديث: ❌ *((لا تصاحبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ)).* 🚫 وهذا ايضاً لا يصح ‼️ بل ومخالف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم 🛑 حيث أطعم النبي صلى الله عليه وسلم ثمامة بن اُثال وكان مشركاً 📝 صحيح مسلم. ▪️▪️▪️ 📗 ويخالفه قوله تعالى: 🔖 *إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ* 📝 التوبة 60 ▪️▪️ 🟰 والمؤلفة قلوبهم هم الكفّار - نعطيهم الصدقة من الطعام والمال كي نحببهم في الدخول في الاسلام. ▪️▪️▪️ 📗 وقال سبحانه: 🔖 *لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* 📝 الممتحنة 8 🟰 ومن القسط اليهم إطعام جائعهم. ▪️▪️▪️ 📗 وقال سبحانه: 🔖 *وَیُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِینࣰا وَیَتِیمࣰا وَأَسِیرًا* 📝 الانسان 8 🟰 والأسير لا بد أن يكون مشركاً. ▪️▪️▪️ ☑️ وانما المعنى فيه شيء من الحرص على مصاحبة الاتقياء والمؤمنين وترك الفاسقين والعصاة والمجرمين. ▪️ ثم إن لم نصاحب إلا المؤمنين فمن ينصح العُصاة والمذنبين؟ ☑️ والصحبة لا تعني الحب والموالاة والمداومة على صحبتهم فربما يكون صاحب سفر او صاحب جنب او صاحب عمل وغير ذلك ... ➖ ولكن لا تبقى هذه الصحبة طويلة ان لم يكن هناك استجابة للنصائح والا فلا فائدة من الصحبة . ➖ وكذلك اطعام الكفار جائز بل حتى انهم يُعطون من زكاة الأموال ترقيقاً لقلوبهم وتأليفاً لهم على الاسلام واهله. 🛑 واما المحاربون والاعداء فهؤلاء لا يطعمون الا ما يسد أفواههم ويُغلق مجرى التنفس للخلاص منهم قاتلهم الله . *🔝 هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين*

من مجموع فتاوى الشيخ الدكتور عمر الفاروق البكري ✍🏼